خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء.. فالله خالق كل شيء: الماء والكون، السموات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، وجعله مسخراً لبني آدم في النهاية تسخيراً عاماً، وذلك من منطلق أن بني آدم هم خلائف الله في هذه الأرض، ومن أجل عبادته وحمده والثناء عليه وشكره على عظيم نعمه ومن أجل ألا نشرك بعبادته أحداً، وكل نعم الأرض وزينتها ما جاءت وما كانت إلا لإسعاد البشر في الدارين الأولى والآخرة أيهم أحسن عملاً، حيث يقول سبحانه وتعالى:

[ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا  ] [البقرة:26]..

[ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ] [التوبة:105].

ويورد الشيخ محمد الغزالي في كتابه (كيف نتعامل مع القرآن الكريم)[1]: ” وهل وردت كلمة سخّر لنتغنّى بها؟! دون أن نُدرك أن الأشياء المُسخرة لنا يجب أن نُسخِرَها لأنفسنا . . وهذا هو الفكر الطبيعي للأمة الإسلامية.. بدل أن يُسخرنا الأجانب في البر والبحر. . بعض عباد الله، ممن لا دين لهم ”  !!.

ويورد القرآن الكريم آيات التسخير على نحو يتصل بتسخير ما في السموات وما في الأرض جميعاً، وتسخير ما في الأرض، وتسخير البحر والفلك والأنهار، والشمس والقمر والنجوم، والليل والنهار، وتسخير الجبال في العديد من المواضع نوجزها في التالي:

سخّر الله سبحانه وتعالى الماء في السماء، وفي بحار الأرض وأنهارها وثلوجها وسحبها، وكذلك الأرزاق للناس أجمعين، وسخّر لنا ما في السموات وما في الأرض وما بينهما، وأسبغ علينا من النعم الكثير، الظاهر منها والباطن، وهناك من يجادل في كرم الخلق والرزق والأنعم والتسخير، بغير علم، ولا هدى، ولا دليل من كتاب منزل.

وحتى يؤدي الإنسان شروط الخلافة التي كلّف بها وعمارة الأرض التي نشإ منها، ويؤدي أيضاً الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها، فقد سخر الله الخالق العظيم النواميس الكونية وعرّفه أسرارها يتوارثها أبناؤه جيلاً بعد جيل.

وهذا التسخير الالهي للكون يقابله تكليف الإنسان بالارتفاق والانتفاع.. في الوقت الذي يقابل به الإنسان عموماً هذا التسخير وذاك التكليف بالإعراض والإهمال.  ونعرض للتسخير الكوني في السبع مواضع القرآنية الآتية:

1- تسخير ما في السموات والأرض.

وجاء ذلك في قوله تعالى:  وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  [الجاثية:13].

وقوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ] [لقمان:20].

 

2- تسخير ما في الأرض جميعاً.

ويذكرنا سبحانه وتعالى بتسخيره ما في الأرض جميعاً للناس.. يابساً وبحراً.. وهذا يتضمن التكليف الشرعي بارتفاق كل سطح الأرض يابسها وبحارها وأنهارها وفلكها.. وينبهنا سبحانه وتعالى بأنه ممسك للسماء أن تقع علينا، وذلك من رأفته ورحمته.

حيث يقول عز وجل: ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّر لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ] [الحج:65]. وإن من هذا التسخير أن جعل الله الأرض للإنسان مهداً ومهاداً وقراراً وكفاتاً وبساطاً…، كما جعلها ذلولاً، وجعل له فيها الوهاد والتلال والهضاب والطرق والسبل والوديان. وذلّل له الأنعام ركوباً وطعاماً وزينة ولباساً، وسخر له الحيوان والخيل والبغال والحمير ركوباً وزينة كما سخر له الكلاب تحرسه والقطط تطوف بين يديه، وسخر له الطير صافات في جو السماء تشدوه بألحانها، ويأكل لحومها، ويستمتع بجمالها ويأكل لحومها،  وسخر له النباتات والأشجار والفواكه والثمار والحدائق وأنبت لها فيها من كل زوج بهيج ومن كل زوج كريم، وأنزل له الماء من السماء وجعله سقياً له ولدوابه وأنعامه وجعل منه كل شيء حي كما جعله قواماً للزراعة والصناعةوالحيار الإنسانية،  وسخر له مئات الخامات والمعادن والسبائك من النحاس والذهب والفضة والألمنيوم والمغنيسيوم والرصاص…. وغيرها.

وأنزل له الحديد وجعله قوام الصناعة والحضارة والقوة والبأس الشديد، وسخّر له النفط ومشتقاته من الكاز والبنزين والقار والغاز الطبيعي والمواد البيتروكيماوية وسائر مشتقات الطاقة تسكب الدفء بين جوانبه وتشغّل سياراته ومعداته ومصانعه وآلاته وأجهزته، وسخر له الأمواج الحمراء وأشعة ألفا وبيتا وجاما والأشعة فوق البنفسجية وغيرها. وسخر له الكهرباء يشغّل بها المصانع والمعامل وبها يحفر الانفاق ويقيم السدود وينشئ الجسور ويبني العمارات الشاهقة، ويشغل بها مرافق الحياة من  الثلاجات، والغسالات، والتلفاز، والهواتف، والحواسيب، وشبكات الإنترنت ولولاها لما وصلت الحضارة الإنسانية الى ما وصلت إليه الآن.

وسخّر له الديدان في باطن الأرض تفتّت له التربة ، واالنحل يجني له العسل شفاء، ومن الفراشات ما يصنع له الحرير لباساً، ومن الحشرات ما يلقح له الأشجار. وسخر له الهواء يتنفسه وجعله قواماً لحياته، كما سخّر له الغلاف الجوي وجعل له السماء سقفاً محفوظاً من الأشعة الكونية وسخر له طبقة الأوزون تحمي جلده وجسمه.

 

3- تسخير البحار والأنهار والفلك.

ويذكرنا سبحانه وتعالى بخلق السموات والأرض، وإنزاله الماء من السماء، وبأنه أخرج الثمرات والنباتات رزقاً للناس، وبأنه سخّر لنا الفلك لتجري في البحر، وأنه أيضاً سخر لنا الأنهاروالشلالات والينابيع والعيون، كما سخر لنا الشمس والقمر، وسخر لنا الليل والنهار.. حيث يقول تعالى :

[ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ] [إبراهيم:32-33].

ويذكرنا سبحانه وتعالى أيضاً بتسخير البحر وما فيه من خيرات، وما عليه من سفن تجوب البحار والمحيطات وتحمل متاعه وأثقاله، كل ذلك استنهاضاً للناس وحفزاً لهم على السعي لاستخراج المآكل من النباتات والأسماك، والملابس، والخامات، و المعادن والبترول و… ومن اللؤلؤ والمرجان وهذا هو مفهوم التكليف بالابتغاء.. ولعلنا نشكر الله ونحمده على جزيل أنعمه.

حيث يقول تعالى: [ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الجاثية:12].

وقوله تعالى : [هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] [النمل:14].

 

4- تسخير الزمان والشمس والقمر والنجوم.

ويذكّرنا الخالق سبحانه وتعالى بتسخيره الزمن، والشمس، والقمر، والنجوم.. وهنا يتجلى تكليف الارتفاق والانتفاع.. بالزمن كرأس لرأس المال، وبتسخير الليل والنهار، وبالشمس مصدراً للطاقة الحرارية والضوئية، وبالقمر وضوءه ودلالته كمؤشر للزمان والتواريخ، وجعل الشمس والقمر مواقيت للصلاة والحج والزكاة، كما مدّ له سبحانه الظل يدفع عنه حرارة الشمس وجعلها مقياساً آخر للزمن والعبادة، وجعل النجوم أساساً مرجعياً للمسافات والتقويم، وزينة للسماء الدنيا وآيات يهتدي بها في ظلمات البر والبحر.

ففي قوله تعالى: [ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ]  [النحل:12].

وقوله تعالى: [ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ] [الأعراف:54].

وقوله تعالى: [اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ]  [الرعد:2].

وقوله تعالى: لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]  [لقمان:29].

وقوله تعالى : [ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ] [فاطر:13].

وقوله تعالى : [خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ] [الزمر:5].

 

5- تسخير الجبال.

وفي شأن تسخير الجبال.. قال تعالى : [ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء:79].

وقوله تعالى: [ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ] [ص:18].

والله جعل لنا الجبال أوتاداً .. وجعلها رواسي، وجعل الإنسان يستخرج منها الصخور والحجارة…ومنها يبني بيوته وعمااراته الشاهقة، وسدوده الشامخة، وهو يلوذ بهذه الجبال من الحيوانات والحشرات، كما فجرّ له من بطونها الأنهار والينابيع والمياه العذبة.

 

 

 

7- تسخير الرياح والسحاب.

وفي شأن تسخير الرياح والسحاب . . يقول تعالى: [ إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ] [البقرة:164].

 

أما مناط التكليف التي تشير إليه الآيات الكريمة فهو الارتفاق بالرياح وبماء السحاب في شتى مناحي الحياة. ونحن مطالبون بارتفاق واستغلال الغلاف الجوي وما في الأرض، وارتفاق واستغلال البحار والأنهار والفلك، والارتفاق والاستغلال الأمثل للزمان، والشمس والقمر والنجوم، والجبال والرياح والسحاب.

 

وأما تسخير النواميس . . والجعل . . والإنزال والمد والبسط . . والإرسال – كل ذلك ما كان لعباً ولا لهواً – بل هو صادر عن عزة وحكمة إلهية . . وذلك قرين التكليف للإنسان بالانتفاع والارتفاق والاستغلال لكل شيء في الكون. قال تعالى:

[ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[ [البقرة:29].

 

[ وهوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ] [الحديد:4].

 

 

[ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ] [هود:7].

 

[ وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ] [الأنعام:97].

 

[ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] [الأعراف:57].

 

[ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ] [الأنبياء:33].

 

[ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] [الرعد:3].

[ وهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا] [الفرقان:48].

[ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ] [ الروم : 48]

[ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا] [الفرقان:53].

[ أمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُون]َ [النمل:60].

وإضافة إلى ما ذكر فإن الله أسبغ على الإنسان من النعم ما لا يعدّه عادٌ ولا يحصيه محصىٍ، وسخّر له الملائكة في السموات والأرض ترافقه وتؤانسه وتستغفر له وتحفظه وتذكّره بالخير وتدفع عنه كيد الشيطان بأمر الله وتكتب أجله ورزقه وتنفخ فيه الروح بعد خلقه، وتقبض روحه إذا مات.

وهكذا فإن ما في الكون كله مُسخّر كله للإنسان، وأن عليه ارتفاق واستغلال هذا الكون، وإعمال العقل لفك ألغازه، والانتفاع بما فيه، واستغلاله الاستغلال الأمثل . . إعمالاً لقوله تعالى: [ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا]  ، [ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ] .

وهكذا يترابط الكون سيباً وغاية وتترابط المنظومات الكونية في علاقات تأثيرية من تدبير الله تبارك وتعالى حتى تعدّ للإنسان لأداء تكاليف الخلافة في الأرض[2].

 

 

 

 

 

[1] كيف نتعامل مع القرآن – محمد الغزالي

[2]  نظرات في الكون والقرآن – عبد الهادي ناصر – ص 154 – 156