النخيل في القرآن الكريم

 وقال ابن عباس والضحاك وقتادة ” الصنوان” هي النخلات في أصل واحد أي الأم وبناتها حين تترك لكي تنمو إلى جوارها وتثمر معها، و”غير الصنوان” النخلات المتفرقة.

    حبا الله النخل بفضائل كثيرة، كما رافقت العرب في ديارهم وفي البلاد التي افتتحوها فكانت لهم خير نعمة. أشارت الآيات القرآنية الكريمة إلى ما للنخل من منزلة عالية بين بقية الأشجار وفيما يلي بعض من الآيات البينات:

1- قال تعالى: ” وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ  ” [الأنعام:99]، والقنوان جمع قنو وهي عذوق الرطب، ودانية قريبة من المتناول، وعن ابن عباس ” قنوان دانية ” ويعني قصار النخيل اللاصقة عذوقها بالأرض وقيل ” قنوان دانية ” أي عراض قريب بعضها من بعض.

2- قال تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ ” [الأنعام:141]، وقال عطاء الخرساني عن ابن عباس رضي الله عنهما: ” معروشات ” ما عرض من الكرم، و”غير معروشات” ما لم يعرش بأن ارتفعت على ساق كالنخيل.

3- قال تعالى: ” وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا” [الكهف:32]، وحففناهما بنخل أي محوطتين بنخل محدق في جنباتهما، وجعلنا بينهما زرعا وفي خلالهما الزروع، وكل من الأشجار والزروع مثمر في غاية الجودة ولهذا قال تعالى: ” كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا  ” [الكهف:33]، أي أخرجت ثمارها.

ومن هذه الآية الكريمة يتضح لنا أن استغلال الأرض بزراعة أشجار الفاكهة وإحاطتها بالنخيل وزراعة المحاصيل الحولية بين الأشجار أمر موغل في القدم.

4- قال تعالى: “وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ” [الشعراء:148]، وهضيم أي لطيف لين. وقد منّ الله سبحانه وتعالى بها على عباده حيث جعلها رزقاً لهم وظلاً من قيظهم وجمالاً لساحتهم.

5- قال تعالى: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ” [ق: 9 – 10]. وكيف لا يمكن للنخلة هذه القيمة، وقد قام المسلمون الأوائل بتسجيل آيات من القرآن الكريم على عسيب سعفها، وولد تحت جذعها نبي الله عيسى عليه السلام، وأحياها الله تعالى لمريم البتول فأكلت منها رطباً جنياً؟ قال تعالى: “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا” [مريم:25] والنخلة مسخرة بأمر الله تعالى لعباده تأتيهم بالخير الوفير والرزق الكبير والنعم التي لا تحصى ولا تعد.

    وقد ذكر الله النخلة في أماكن متعددة، فهي من الجنة الأسيرة لمالكها، التي يجد فيها الظل والماء الوفير، وهي الأمنية الغالية لمن حرمها ولم يحصل عليها، فهي تشبّه مرة العمل الصالح الذي يقوم به العبد ابتغاء رضوان الله ثم يبطل هذا العمل بالمنّ والأذى: قال تعالى: “أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ” [البقرة:266].

       ومرة يتكلم القرآن الكريم عن الاختلاف والتباين في ثمر النخيل، اختلاف في شكله وحجمه، واختلاف في لونه وصنعته، واختلاف في صغره وكبره، وكل هذه الأصناف تسقى من ماء واحد، وتنبت في تربة واحدة، ومع ذلك يوجد هذا التباين حتى في الطعوم، قال تعالى: ” وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ” [الرعد:4].

   وقال ابن عباس والضحاك وقتادة ” الصنوان” هي النخلات في أصل واحد أي الأم وبناتها حين تترك لكي تنمو إلى جوارها وتثمر معها، و”غير الصنوان” النخلات المتفرقة.

وقال تعالى: “يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” [النحل:11].

وقال تعالى: “وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” [النحل:67].

وقال تعالى: ” أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا” [الإسراء:91].

وقال تعالى: “وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ” [يس:34].

وقال تعالى: “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” [يس:39].

والنخل عند فرعون آلة من آلات التعذيب ووسيلة من وسائل القهر التي يلجأ إليها الطغاة لتعطيل قافلة مسيرة الإيمان، قال تعالى على لسان فرعون: “فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ” [طه:71].

ثم ذكر القرآن الكريم النخل غير ذلك سبع مرات كما قال تعالى:

1- “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ” [الرحمن:11].

2- “فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ” [الرحمن:68].

3- “فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ” [الحاقة:7].

4- “تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ “ [القمر:20].

5- “مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ “ [الحشر:5].

6- “فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ” [المؤمنون:19].

7- “فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا” [عبس:27-29].

  النخيل والإنسان:

 هناك تشابه كبير بين النخلة والإنسان:

  1. النخلة ذات جذع منتصب.
  2. النخلة منها الذكر ومنها الأنثى.
  3. النخلة لا تثمر إلا إذا لقحت.
  4. النخلة إذا قطع رأسها ماتت.
  5. النخلة إذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت.
  6. النخلة إذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله.
  7. النخلة مغطاة بالليف الشبيه بشعر الإنسان.

بواسطة |2022-02-08T22:38:27+03:00يوليو 15th, 2019|
اذهب إلى الأعلى